كنت أحلم بوطن أفضل صالح للحياة
إن الهجرة قرار صعب. كونك بعيدا عن أهلك وأقرانك، تتعلم لغة جديدة ودائما ما تشعر أنك مواطن درجة ثانية(خاصةً إذا كنت من الشرق الأوسط)، وتقدم بك العمر ومجبر أن تبدأ من الصفر مرة أخرى.
Iran, Western Asia
Story by Noosha. Translated by Ola Salah
Published on January 10, 2023.
This story is also available in
حينما كنت في العشرين من عمري، قررت الهجرة إلى مدينة فيينا في النمسا لكي أكمل دراستي هناك. كنت أخطط أن أدرس وأحصل على وظيفة على أمل أن أقضي باقي عمري في تلك المدينة. وفي العام نفسه، قمنا بالتصويت لصالح ميرحسين الموسوي، ولكن تم انتخاب محمود أحمدي نِجَاد! وفجأة تغير كل شئ! وقعت في غرام مهرداد بينما كنت منشغلة بالحصول على تأشيرة، ولكن مهرداد كان يود البقاء في إيران رغبةً في إعادة بنائها واعمارها. كان يؤمن بأن الخطوات الصغيرة يمكنها أن تصنع تغييرات كبيرة. آملاً في تقدم إيران و إصلاحها. عشق إيران كما عشقتها. وتزوجنا فبقيت!
في مطلع كل عام كنا نودع كثيرا من أصدقائنا ومعارفنا الذين وجدوا في الانتقال إلى أوروبا وأمريكا وكندا ضالتهم…. للسعي نحو حياة أفضل. ولكننا بقينا نفكر في الهجرة ليلا ًونهاراً ولم نتخذ قراراً حاسماً، قائلين إن الهجرة قرار صعب. كونك بعيداً عن أهلك وأقرانك، تتعلم لغة جديدة ودائما ما تشعر أنك مواطن درجة ثانية (خاصةً إذا كنت من الشرق الأوسط)، وتقدم بك العمر ومجبر أن تبدأ من الصفر مرة أخرى.
تشير التقارير والإحصاءات أن عشرة آلاف شخص قد تركوا إيران على أعقاب الانتخابات الرئاسية العاشرة في إيران وتتزايد الأعداد يومياً. لربما كانت الهجرة أصعب على مواطني الشرق الأوسط حيث إننا لدينا شغف عميق وحب دفين لعائلتنا وأصدقائنا وحتى للغتنا الأم.
ولكن من جهة أخرى فنحن نعيش في بلدة تواجه العديد من المصاعب والمشكلات. "فكم حياة يمكننا أن نحيا" نحن نكرر ذلك السؤال على أنفسنا يومياً في إيران. إننا نعاني من مشكلات عديدة في وطننا،مثل افتقارنا للحرية الاجتماعية، التضخم وارتفاع الأسعار، والخوف من فرض العقوبات واحتمالية وقوع حرب، بالإضافة إلى أزمة المياه و البيئية التي
يتوجب علينا التعامل معها كل يوم.
مر عشرة أعوام منذ أن قررت الهجرة (ولم أفعل). لازلت اشك في قراري كل يوم. ندير أنا و زوجي محلاً لبيع الكتب في إيران، ولازلنا نحاول صنع تغييرات كبيرة باتخاذ خطوات صغيرة، لكننا نستيقظ كل يوم بفكرة الرحيل من وطننا إيران، ونخلد إلي النوم في الليل محملين بنفس الفكرة قائلين لأنفسنا "كنت أحلم بوطن أفضل صالح للحياة".
How does this story make you feel?
Follow-up
Do you have any questions after reading this story? Do you want to follow-up on what you've just read? Get in touch with our team to learn more! Send an email to [email protected].
Talk about this Story
Please enable cookies to view the comments powered by Disqus.
Subscribe to our Monthly Newsletter
Stay up to date with new stories on Correspondents of the World by subscribing to our monthly newsletter:
Other Stories in عربي
Explore other Topics
Get involved
At Correspondents of the World, we want to contribute to a better understanding of one another in a world that seems to get smaller by the day - but somehow neglects to bring people closer together as well. We think that one of the most frequent reasons for misunderstanding and unnecessarily heated debates is that we don't really understand how each of us is affected differently by global issues.
Our aim is to change that with every personal story we share.
Community Worldwide
Correspondents of the World is not just this website, but also a great community of people from all over the world. While face-to-face meetings are difficult at the moment, our Facebook Community Group is THE place to be to meet other people invested in Correspondents of the World. We are currently running a series of online-tea talks to get to know each other better.