أن تكون مهاجرًا في تشيلي
أن تكون مهاجرًا في تشيلي يعني أنك مهاجرًا على مدار اليوم وكل يوم.
Chile, Southern America
Story by Juan Carlos Pérez Jerez. Translated by Ola Salah
Published on April 21, 2023.
This story is also available in
Listen to this story:
أن تكون مهاجرًا في تشيلي يعني أنك مهاجرًا على مدار اليوم وكل يوم.
اسمي جون كارلوس، أبلغ من العمر 49 عامًا، وُلدت في كولومبيا، عشت آخر 22 عامًا في تشيلي أي ما يقرب من نصف عمري، بعيدًا عن المكان الذي وُلدت فيه.
طالما رغبت في السفر، ففي الثمانينيات والتسعينيات كانت كولومبيا مكان يصعُب العيش فيه، كانت تعج بالعنف من جراء تجارة المخدرات، والحرب الدائرة بين الجيش ومقاتلي حرب العصابات، وظهور الميليشيات شبه العسكرية المفاجئ - فكانت دولة فاشلة من الأساس. في نظر العديد من الكولومبيين، كانت دولة حرب ومغادرتها كان السبيل الوحيد للنجاة جسديًا ونفسيًا.
سافرت أولاً بفضل المسرح، من خلال مسرحية عن رحلة. تحكي مسرحية [1] (خيط أريادني) ‘Aradne’s Thread’ عن قصة بطل يوناني كان ابن ملك أثينا شابا يدعى ثيسيوس Theseus’ ورحلته إلى وسط متاهة. مشاركتي في ذلك العمل كان بمثابة رحلة في أعماق نفسي - رحلة لاكتشاف ذاتي. تلك تجربة العديد من المهاجرين، نجد الماينوتور Minotaur وحش ثائر داخل كل منا يتوق للخروج من المتاهة.
كانت رحلتي الدولية الأولى إلى تشيلي في عام 1993. ثم سافرت إلى أوروبا، وهنا وجدت شغفي بالسفر والترحال، و أصبحت روحي لا تطيق البقاء في مكان واحد. حينما اكتشفت جزءًا من العالم، رغبت في زيارة كل مكان بالعالم. تخرجت من الجامعة عام 1996، وقررت السفر إلى أمريكا بالدراجة الهوائية، سافرت أنا وأخي على طول الطريق السريع لعموم أمريكا، عبر الإكوادور، وبيرو، وتشيلي، والبرازيل، وفنزويلا. في النهاية، أخذنا الطريق إلى تشيلي، وهذا هو المكان الذي مكثت فيه. الحب قوة جبارة. كما هي الرغبة في العيش بسلام.
في عام 1997 انتقلت للعيش بمدينة سانتياغو في تشيلي. وعرض علي العديد من معارفي الطعام والمأوى، فلم يكن من السهل أن تكون مهاجرًا في تشيلي في ذلك الوقت. وُصِم الكولومبيون في تشيلي بالعار على أنهم تجار مخدرات و يتسمون بالعنف، ولكن في الوقت نفسه كان هناك فكرة أن الكولومبيين يتحدثون الإسبانية بشكل أفضل من جميع المناطق التي تتحدث بها في أمريكا (وبالطبع نحن الكولومبيون صدقنا ذلك!). وهكذا، كانت لهجتي الكولومبية في تشيلي سيف ذو حدين.
أما الآن فأنا أحب زيمينا وليوناردو وقطتي. لدي وظيفة، وأصدقاء، وحياة. وفي السنين الأخيرة أصبحت مقدرًا للتغيرات في تشيلي ومساهمات المهاجرين.
فاليوم تمر تشيلي بلحظة تاريخية: يجري تغيير الدستور الذي أنشأته ديكتاتورية بينوشيه Pinochet، ويمكن لبعض المهاجرين المشاركة في هذه العملية جنبًا إلى جنب مع المواطنين التشيليين.[2] لكن لسوء الحظ، بسبب جائحة كورونا COVID-19، قرر العديد من المهاجرين في تشيلي العودة إلى بلدانهم الأصلية. لذلك نجد أنفسنا في رحلات متوازية: رحلة سياسية، رحلة اكتشاف الذات، وأخرى للعودة إلى موطننا الأصلي. بمجرد أن تصبح مهاجًرا، تبقى دائمًا مهاجراً. نسافر فقط.
الهوامش
[1] توضح الأسطورة اليونانية لثيسيوس وأريادن كيف يساعدنا الحب في هزيمة وحوشنا الداخلية (التي يمثلها مينوتور في المسرحية) وإيجاد طريقنا للخروج من متاهات الحياة. كما تعكس المسرحية عالمية المأساة التي تصيب الجميع.
[2] بموجب القانون التشيلي، يمكن للأجانب الذين عاشوا في تشيلي لأكثر من 5 سنوات بتأشيرة إقامة دائمة التصويت في بعض الانتخابات.
How does this story make you feel?
Follow-up
Do you have any questions after reading this story? Do you want to follow-up on what you've just read? Get in touch with our team to learn more! Send an email to [email protected].
Talk about this Story
Please enable cookies to view the comments powered by Disqus.
Subscribe to our Monthly Newsletter
Stay up to date with new stories on Correspondents of the World by subscribing to our monthly newsletter:
Other Stories in عربي
Explore other Topics
Get involved
At Correspondents of the World, we want to contribute to a better understanding of one another in a world that seems to get smaller by the day - but somehow neglects to bring people closer together as well. We think that one of the most frequent reasons for misunderstanding and unnecessarily heated debates is that we don't really understand how each of us is affected differently by global issues.
Our aim is to change that with every personal story we share.
Community Worldwide
Correspondents of the World is not just this website, but also a great community of people from all over the world. While face-to-face meetings are difficult at the moment, our Facebook Community Group is THE place to be to meet other people invested in Correspondents of the World. We are currently running a series of online-tea talks to get to know each other better.