أسوأ صباح في حياتي
استيقظت أميليا في ذات صباح مشؤوم على خبر اندلاع الحرب في بلدها. فيما يبدو أنه كان أسوأ صباح عاشته في حياتها، ولم ينته بعد!
Ukraine, Eastern Europe
Story by Amelia. Translated by Ola Salah
Published on December 17, 2022.
This story is also available in
ففي الرابع والعشرين من شهر فبراير لعام ٢٠٢٢، استيقظت أميليا من النوم على كلمات زوجها مردداً " لقد اندلعت الحرب" حينها أدرنا التلفاز على القنوات الإخبارية ولم ينطفئ أبداًمنذ ذلك اليوم. بعد عدة دقائق، سمعنا صوت صافرة الإنذار تحذرنا من احتمالية وقوع هجوم بالقنابل.
كان ذلك هو اليوم الأول للغزو الروسي. لقد سقطت قنابل العدو على عدة مدن في موطني أوكرانيا. فأنا أعيش في غرب أوكرانيا. لم يتم قصف مدينتي بعد. ولكننا نعيش جميعاً تحت وطأة الخوف من وقوع مدينتنا تحت القصف آجلاً أو عاجلاً. فلقد رأينا العديد من الصور والفيديوهات من خلال كاميرات الحاسوب، كيف آل كل شيء أحببناه إلى دمار، كما رأينا العديد من جثث المدنيين. فلقد أخبرنا العديد من النازحين من أكثر المدن خطورة قصصاً مروعة. مثل مشهد امرأة كانت تقود سيارتها بصحبة صغارها تحت التهديد بالقصف بالمروحيات والطائرات العسكرية على مدار عشرين ساعة. يا له من جنون!
مازلنا لا نصدق أن هذا حقيقياً. إنه أشبه بكابوس ولكن لا يمكننا الاستيقاظ منه.
لو سألتني، سأجيبك بأنني أعيش بكامل ملابسي بجانبي حقيبة ظهري معدة بجميع الأغراض الضرورية في حالة سمعت صافرة الإنذار فأنا بحاجة إلى الركض كي أصل لأقرب مأوى ضد القنابل. نعم أجري، لأنه لا يوجد قبو( طابق سفلي) في المكان الذي أعيش فيه، لذلك أحتاج أن أجري بطول الشارع إلى أقرب منزل. يجد العديد من الأشخاص الآن أن اللجوء إلى المآوي هو الأمل الوحيد لتفادي خطر القصف بالقنابل. يتجرأ بعض المعارف والأصدقاء في البلدان الأخرى قائلين "لا داعي للقلق، إنها شئون سياسية فقط" أو "لا داعي للقلق، فإنهم لن يقوموا بإيذاء المدنيين" لكنني قلقة حقاً. مثل هذه العبارات تجعلني استشيط غضباً. فهل لك أن تتخيل أن هناك مدرعة حربية متجهة نحوك وشخص آخر يقول "لا تقلق، لن يقوموا بإيذائك". مشاهدة كيف يقتل هؤلاء الأوغاد المدنيين، ويطلقون النار في حالات الطوارئ ويغتصبون الفتيات ويقتلونهم، لا تعني لي إلا تفسيراً واحداً: كيف يمكن أن تنطوي النفس البشرية على كل هذا الكم من القسوة والوحشية!؟ كيف كان الاتحاد الأوروبي يندد بمثل هذه الأفعال خلال الحرب العالمية الأولى والثانية قائلا "ليس مجدداً" ولن يحدث ذلك مرة أخرى مطلقاً ثم لا يحرك ساكناً حيال نفس الانتهاكات التي تحدث مرة أخرى الآن؟ في وسط أوروبا. في القرن الواحد والعشرين. لا يمكنني أن استوعب ذلك! لا يمكنني حقاً.
إنه اليوم التاسع للحرب بالفعل. إنه أشبه بيومٍ طويل جداً، جداً. لقد مررتُ بكل الأطوار العاطفية حتى الآن. فلقد شعرت بالإنكار، وتملكني الغضب والاكتئاب ومن ثم استسلمت للقبول. فأنا أفعل كل شئ للمحافظة على قواي العقلية، وحتى لا يشعر الناجيين أمثالي بالذنب أقوم بمساعدة الآخرين ماديًا قدر استطاعتي. أتبرع للجيش بالمال و لبعض الأشخاص المحددين لشراء الذخيرة، الدواء أو الطعام لجنودنا والمستلزمات الضرورية للاجئين. كما نقوم أنا وأمي (بخلاف أوقات عملها في المستشفى) بصنع شبكات أقنعة عسكرية ويساعد زوجي في تغليف ونقل بعض المساعدات الإنسانية الضرورية. ولكن لأن لديه بعض المشاكل الصحية فلا يمكننا المساعدة بأكثر من هذا القدر الآن. ولولا ذلك الأمر، فأنا واثقة أنه كان على استعداد تام للدفاع عن أراضينا. نحن حالياً في انتظار بعض الصحفيين الأجانب والذين سوف نستضيفهم لأيام قليلة. فلو رأينا أي رسالة تطلب الدعم أو المساعدة فنحن على أتم الاستعداد لتقديم المساعدة والدعم قدر استطاعتنا حينما يُطلب منا ذلك.
تجول في رأسي كل الأفكار والمشاعر حتى أصل للنتيجة الحتمية، هذه أرضي. هذا وطني لا يمكن لأي أحد أن يأتي هنا ليخبرني ماذا يجب أن أفعل. أنا حرة. لا يمكن لأحد أن يسلبني هذا الشعور. فالشعار الوطني لأوكرانيا هو نوع من رمح ثلاثي . حينما كنت طفلة كانت جدتي تعلمني كيف ارسمه. وكشفت لي كيف أن داخل الصورة تختفي الكلمة الأوكرانية للحرية. إنه موجود في شفرتنا الجينية. لهذا السبب نؤمن بمقولة "الحرية أو الموت".
أشعر في بعض الأحيان أنني صغيرة وخائفة وأود الاختباء، ولكن من ناحية أخرى، أنا فخورة للغاية كوني أوكرانية وأساعد أمتي وشعبي في معركتهم من أجل الحرية بكل السبل الممكنة.
How does this story make you feel?
Follow-up
Do you have any questions after reading this story? Do you want to follow-up on what you've just read? Get in touch with our team to learn more! Send an email to [email protected].
Talk about this Story
Please enable cookies to view the comments powered by Disqus.
Subscribe to our Monthly Newsletter
Stay up to date with new stories on Correspondents of the World by subscribing to our monthly newsletter:
Other Stories in عربي
Explore other Topics
Get involved
At Correspondents of the World, we want to contribute to a better understanding of one another in a world that seems to get smaller by the day - but somehow neglects to bring people closer together as well. We think that one of the most frequent reasons for misunderstanding and unnecessarily heated debates is that we don't really understand how each of us is affected differently by global issues.
Our aim is to change that with every personal story we share.
Community Worldwide
Correspondents of the World is not just this website, but also a great community of people from all over the world. While face-to-face meetings are difficult at the moment, our Facebook Community Group is THE place to be to meet other people invested in Correspondents of the World. We are currently running a series of online-tea talks to get to know each other better.